كيف أتزوج؟ أصبح عمري 39 سنة ولم أجد شريك حياتي والذين أُعجَب بهم لا يتقدمون لخطبتي مع أنني ألتمس إعجاب منهم، أريد أن أصبح أم ولديّ عائلة، ماذا أفعل؟

https://bralach.com/blog/wp-content/uploads/2022/08/zawaj.png

بالرغم من أنه من لم يجد زواجا من الذكور والإناث قد يكون خيرا له في دنياه وآخرته وهو لايعلم لشيء كان سيحدث له ولن يستحمله في دنياه وقد يجعله من أهل التار في آخرته عياذا بالله فأنقذه الله منه بأن يجعله غير قادر من التمكن من الزواج وعدم تحقيقه وكذا نفس الشيء لأهداف أخرى سعى الإنسان للوصول إليها لكن الموانع كانت أقوى منه ومن يعلم فقد ننحقق في المستقبل القريب بالرغم من تقدم السن …. فعلى أي منا أن يتذكر دائما أنني انا أريد وأنت تريد والله يفعل مايريد ولاراد لقضاء الله وقدره إذ يقول للشيء كن فيكون وعلينا أن نتذكر كذالك قول الله جل في علاه (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون )……ولكنني في هذا الرد سأصرف النظر عن هذه القاعدة التي قد يتخذها المرء كسبب رئيسي من أنه فاشل في نيل نصيبه من الحب والزواج أو في تحقيق هدف ما بشكل عام في الحياة وهو في حين له استطاعة على تحقيقه ولايمنعه شيء.

ولكن قبل صرف النظر عن هذا الأمر فإني أنصح وبشدة صلاة الإستخارة قبل اتخاذ أي قرار أو اي خطوة أو أي تدبير .

المهم

ألم يفل ربكم في كتابه (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذٰلك خير وأحسن تأويلا ) بلى ورب الكعبة لقد قيلت في سورة سميت من جنسكم سورة النساء – ونعم بالله سبحانه وسبحانه .

أبشرن يافتيات إليكن الحل الأنسب وهو أنسب فعلا خصوصا في وقتنا الحاضر لما غزت المرأة سوق الشغل وأصبحن أكثر طلبا من طرف المشغلين كونهن يقيلن أي رقم على مستوى الرواتب فبات الرجال في خبر كان وهذا هو السبب الرئيسي في مشكلة العزوف عن الزواج .

هذا كله لامشكلة فيه فمن حق المرأة أن تسوق وتتاجر وتتوظف بما يرضي الله و بالرغم من هذا وذاك لايزال هناك حل دائما.

هناك سنة من السنن وقد هجرها معظم الناس من جيل الأمس واليوم وقد دفنت مع أجدادنا لما اعتاد إنسان اليوم على العادة والتقاليد وسوء استخدام المواقع الإجتماعية والانترنيت بغير شكله الصحيح الذي وجد عليه أساسا فنسي وجباته الدينية ونسيت العبادة وأخرت الصلاة لغير وقتها حتى تركت تماما و بات المصحف يشكو من الغبار الذي تجمع عليه والأمر لايتوقف هنا فحسب بل أهل الدار نسوا تماما أنهم يمتلكون مصحفا وسجادات للصلاة والكلام لايزال طويلا على العموم يامسلمون فالحل موجود في الإسلام ومستنبط من السنة النبوية الشريفة ولكن الناس هجروه إلا من رحم ربك .

وهذه السنة أن تعرض الفتاة نفسها بالزواج على من تراه من الصالحين الأتقياء وهذا أمر يجوز للفتاة فعله كما يجوز لأبيها أن يعرضها للزواج على من يراه ذو خلق ومناسبا لها وهذا الأخير له الحق في القبول أو الرفض كما للفتاة حق القبول أو الرفض إن تقدم لخطبتها أحد من الشباب ولاحرج في ماذكرت وأنا شخصيا أعرف العديد من الفتيات فعلن هذا وهن من المتزوجات المحصنات الآن ويعشن مع أزواجهن في سعادة وهناء خصوصا إذا كانت المرأة ذات جمال أو سيدة أعمال يعني لديها مال أو لها نسب أو ذات دين …فلا يجب أن يمنعها الحياء من عرض نفسها على من ترغب فيه ولا يجب كذالك أن تشعر بالحرج إن رفضها هذا الأخير فأمر عادي جدا مادامت المسألة تعد مشاركة الحياة معا فإن وجدت الشابة الراغبة في الزواج حرجا واستحيت لفعل ذالك فيمكنها أن تتخذ وسيطا كما فعلت خديجة رضي الله عنها وأرضاها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

ألم يقل ربكم في سورة الأحزاب

(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)

ولكن أكثر المسلمين يقرأ ولايعمل بما أمره القرآن به إلا من رحم ربك منهم.

فعند أول زواج له كان شابا حينها وكان يبلغ 25 سنة بينما خديجة أكبر منه سنا ب15 سنة حيث كانت أمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها شابة وتبلغ من العمر 40 سنة (لاحظ أن فارق السن لم يكن مشكلة أصلا كما هو الحال في عصرنا اليوم )فعرضت عليه الزواج منه عن طريق وسيط وهي إمرأة مسنة وحكيمة العقل في أول الأمر رفض رسول الله صل الله عليه وسلم العرض لكونه فقيرا لايملك مالا للزواج بدليل قوله في حديث صحيح

(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .

ومعنى الحديث أنه لما وجه النداء للشباب فإن هذا دليل على أن قوة الرغبة في الجماع تكون في فترة الشباب وتقل قوة وتضعف عند عبور هذه المرحلة إلى مرحلة الشيخوخة عند الرجال وأما النساء فلديهن سن يسمى سن اليأس أي لن تكون حينها قادرة على الحمل والولادة ولا أكثرهن يرغبن بالمعاشرة الزوجية في الغالب ولكن يتوجب عليها أن ترضخ لرعبة زوجها إن احتاج إليها وإلا سيتزوج مرة أخرى ومن حق الرجل الزواج الرباعي وهو من الحلول أيضا وهو رخصة ربانية شرعية للرجل إلا أن أكثر النساء تود أن تكون الوحيدة في عينيه وأما الباءة فهي الإستطاعة المادية والمعنوية فليس على أحد من الزوجين أن يضيع الآخر في حق من حقوقه الزوجية فإن لم تجد في نفسك هذه الباءة فلك أن تصوم فسيكون لك عونا في عدم التفكير في النزوات الجنسية حتى وإن اضطر المرء من استعمال أشياء كأدوية لكبح الشهوة وتضعيفها من دون العادة السرية الخبيثة فلا حرج فيه ولكن بشرط أن لاتكون هذه الأدوية فيها ضرر لمناطق أخرى أو أنها تقتل الشهوة نهائيا فإنه لايجوز استعمالها فالعادة السرية عادة خبيثة ولايرضاها الله ورسوله وفيها ضرر كبير على كلا الطرفين فهي تقتل الشهوة بشكل نهائي لمن دام عليها من جراء البرد الذي يسكن الجسم وقيل كذالك أنها تورث الغباء والنسيان وتقوص الظهر وأعراض أخرى وصاحبها يعد آثما وظالما لنفسه من جراء هذه الممارسات الغير المرغوب فيها لأنها من الزنى والعياذ بالله والله تعالى أعلى وأعلم وليس هناك أفضل من الحلال الطيب الذي يحصن صاحبه من الوقوع في مثل هذه الزلات .

فلنتمم القصة لما رفض رسول الله هذا العرض بسبب الفقر أخبرته العجوز الوسيطة أن الزوجة هي خديجة رضي الله عنها فهي تاذن لك بالزواج منها وأن تعمل بمالها في تجارتك معها وتعيشان كزوجين مع بعضكما البعض فتمت الموافقة وتم الزواج فكانت خديجة رضي الله عنها هي أحب الزوجات إلى قلبه صلوات الله وسلامه عليه ولما أذنت بمالها له للعمل والتجارة به فهذا لما رأت فيه من صدق وأمانة وإخلاص وكان عرضا ولاأروع وياليته لاتزال مثل هذه العروض في عصرنا الحاضر لستطعنا أن نقضي عن مشكلة العزوف عن الزواج وعن الفساد والزنى والعادة السرية لكلا الجنسين حتى أصبحت هذه العادة الخبيثة مساهمة فعالة في الإبعاد عن التفكير في الزواج والرعبة فيه واصبحوا يضللون العالم بأن العيش الفردي أفضل بالرغم من وجود الباءة والإستطاعة وهذا أكبر خطأ يقع فيه شبان وشابات اليوم .

إذن فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يرغب بالزواج لكلا الجنسين وليس للرجال فقط (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) فكما للرجل الحق أن يختار ذات الدين زوجة له من باب اولى فعلى المرأة كذالك أن تختار لنفسها من ذوي الدين من الرجال زوجا لها من باب أولى وأعيد مرة أخرى بدل الإعجاب بالوسامة والجمال والقوام الرياضي ولون العينين والشعر والكلام العسلي والسيارة الرفيعة والمال والأعمال فلا يعرنك أيتها الفتاة كل هذا إختري لنفسك ذوي الأخلاق من الصالحين الأتقياء وهذا من باب أولى من أي شيء آخر فإن كان ذا مال وجمال ونسب ففضل من الله وكرم وإن لم يكن فلا مشكلة الأهم هو من هذا وذاك هو التقوى أن يكون متقيا لربه ومتخلقا ويحترم المرأة وليس كل من يعجبك فالإعجاب بمخلوق ليس معيارا مناسبا ولا مقياسا لاتخاذه كشريك حياة وهذا لكلا الجنسين فالإعجاب يبقى إعجابا للعين فقط وهذا لايعتبر حبا أبدا فلايزال العديد من الشباب لايفرقون بين الحب والإعجاب …و اما القولة المشهورة لدى الناس (الحب من أول نظرة ) فهو باطل ولاأساس له من الصحة وأنا شخصيا لاأومن به فلا تجعلوا المسلسلات والأفلام تؤثر عليكم فأغلب محتواها لاصلة له بالواقع تماما ناهيك على أنهم يحاولون إيصال مفهوم الحب بشكل خاطئ لشباب الإسلام بحيث يظن كلا الجنسين أن الحب هو ممارسة الزنا والسعي إلى الفساد في الأرض والإكثار من الأمهات العازبات فلايدري الإبن من هو أبوه ولا البنت من هي أمها ولا يعلم كلاهما أنهم إخوة أشقاء …….إنها سياسة صهيونية يامسلمات فاستيقظن من سباتكن يرحمكن الله.

ورب الكعبة ماكان الحب بهذه الصورة السلبية وماكان الحب مدنسا أبدا فالحب شيء طاهر ومقدس ومنبعه من الله ورسوله فمن لم يحب الله ورسوله أكثر من نفسه ووالدية وأحب الناس إليه فلا يعد بمسلم أساسا وليس له من الإسلام نصيب ولايعرف كيف يحب أصلا .

فالإعجاب يبقى للعين أي لحاسة البصر هي المسؤولة عليه ولكن الحب يعود للأذن فقط أي لحاسة السمع ولادخل للبصر فيه فقد تقع في حب أحدهم لأفعاله وأعماله ولمسارعته في الخيرات ولسخائه ولما تراه لأول وهلة تجد أنه ليس له من جمال الوجه نصيب وهو كأيها الناس ولكن قلبه أجمل بكثير لما يتمتع به من صفات حميدة وأعمال جليلة ولاحظ أن جمال القلب يرى على على وجه صاحبه بعد المعاشرة وسيصبح في نظرك أجمل الناس قلبا وقالبا .

فأمة محمد صلوات الله وسلامه عليه تحب محمدا وهم على استعداد دائما أن يفدوه صلى الله عليه وسلم حيا وميتا بأنفسهم ووالدايهم و بأقرب الأقربين إليهم وأحب الناس إلى قلوبهم وبالرغم من كل هذا و بالرعم من أنه قد جمع صل الله عليه وسلم بين جمال الوجه والجسم والقلب والصالحات من الأعمال وتزكية الله له (وأنك لعلى خلق عظيم ) أي أن الحلق نفسه تلميذه في تعلم الاخلاق وأنه خير البرية جمعاء وكل شيء فيه وعليه جميل فهم لم يروه بعد إلا من أنعم الله عليه برؤية مباشرة وجها لوجه في رؤية في المنام (صلى الله عليك ياحبيبي يارسول الله ).

أما الإعجاب والجمال فالدنيا كلها بما فيها جميلة المناظر والمباني والمخلوقات ولكنها بالرغم من هذا وذاك فهي ليست إلا سجن المؤمن وجنة للكافر .