هل يعتبر تعقيم القطط والحيوانات على وجه العموم ومنعهم من التزاوج والنسل محرما في الإسلام ؟

يجب أن نعلم قبل كل شيء قاعدة أساسية هو أننا لم نأمر بتربية هذه الحيوانات في بيوتنا لا القطط ولا الكلاب وسبب تربيتها هو الحب الشديد اتجاه هذه الحيوانات أما القطط فلا إثم في تربيتها فهي طاهرة وبؤسها طاهر أي لعابها الذي يخرج من فمها وإن تبين أنها تجلب الضرر لأهل البيت كأمراض حساسية الجلد والعين من أثر شعرها فالأولى إبعادها عن البيت ووضعها في مكان آمن تستأنس فيه بقطط اخرى أولى من إعطائها أو بيعها لعائلة أخرى لقول النبي صلوات الله وسلامه عليه (لايومن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) وأما الكلاب فوجودها داخل بيت المسلم يشكل عليه خطرا لكون ذالك يتسبب في نقص قيراط من الحسنات كل يوم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اقتنى كلبا -إلا كلب صيد، أو ماشية- فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان.
. والقيراط هو شيء عظيم من أعمالك الحسنة الخالصة لوجه الله . بل حتى ثمنه يحرم على من قبضه على البائع يعني الذي يقبض ثمن الكلب فقبض ثمن الكلب حرام قطعا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا يحل ثمن الكلب ، ولا حلوان الكاهن ، ولا مهر البغي ” وجاء في شرح هذا الحديث للنووي مايلي :
أما مهر البغي فهو ما تأخذه الزانية على الزنا، وسماه مهرا لكونه على صورته، وهو حرام بإجماع المسلمين. وأما حلوان الكاهن فهو ما يعطاه على كهانته يقال منه: حلوته حلوانا إذا أعطيته. قال الهروي وغيره: أصله من الحلاوة شبه بالشيء الحلو من حيث إنه يأخذه سهلا بلا كلفة ولا في مقابلة مشقة. قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض: أجمع المسلمون على تحريم حلوان الكاهن لأنه عوض عن محرم، ولأنه أكل المال بالباطل.. وأما النهي عن ثمن الكلب وكونه من شر الكسب وكونه خبيثا فيدل على تحريم بيعه وأنه لا يصح بيعه ولا يحل ثمنه، ولا قيمة على متلفه سواء كان معلما أم لا، وسواء كان مما يجوز اقتناؤه أم لا، وبهذا قال جماهير العلماء، منهم أبو هريرة والحسن البصري وربيعة والأوزاعي والحكم وحماد والشافعي وأحمد وداود وابن المنذر وغيرهم. وقال أبو حنيفة: يصح بيع الكلاب التي فيها منفعة، وتجب القيمة على متلفها، وحكى ابن المنذر عن جابر وعطاء والنخعي جواز بيع كلب الصيد دون غيره. وعن مالك روايات إحداها: لا يجوز بيعها ولكن تجب القيمة على متلفه، والثانية: يصح بيعه وتجب القيمة، والثالثة: لا يصح ولا تجب القيمة على متلفه
.
فالكلب حيوان خلقه الله ليكون وفيا لصاحبه ومساعدا له خارج البيت وليس بداخله كالحراسة لحراسة صاحبه أو حراسة الغنم أو ماشابه أو الكلاب المدربة للصيد وأما الغير المدربة على الصيد فيحرم أكل ما قامت باصطياده لأنها فعلت ذالك لنفسها وليس لشخص معين ودليل ذالك في القرآن قوله تعالى في تدريب الكلاب في سورة المائدة (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب).
الجواب على السؤال
لطالما كنت أظن أن تعقيم القطط جريمة في حق الحيوانات (أو تعقيم الحيوانات بشكل عام في حالة جلبها ضررا لها ولمربيها ) من حيث الشارع الإسلامي لكون امر التعقيم هذا من الأشياء المعاصرة التي انتشرت بشكل كبير بين محبي القطط .فظننت أن صاحب هذا الفعل آثم وقد أجرم بفعلته هذه خصوصا لما أراها بعد العملية تنام وهي مستيقظة وتشعر بما يدور حولها ولما تستجمع بعض الطاقة للجري واللعب تسقط كثيرا ولاتتحكم في أرجلها الخلفية لفترة قصيرة وهذه الأشياء لكلا الجنسين من القطط ولكن كان عكس ذالك تماما فقد أجاز علماء الإفتاء إخصائها ومنعها من التوالد لدفع الضرر كالإزعاج وغيره ولاحرج في ذالك ولعل أول فتوى كانت بلسان الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
علامات الرغبة في التزاوج لكلا الجنسين من القطط
01.الرغبة الشديدة في الوصول إلى الشارع والإستئناس بباقي القطط
02. الإنات تصدر أصواتا مزعجة وخشنة أكثر من الذكور .
03. الإناث تتمرغ على ظهورها بشكل متواصل مالم تتم عملية تزاوج في اليوم والليلة فإن تم التزاوج تمتنع عن هذه العلامات لمدة أسبوع وتبدأ هذه العلامات من الظهور مرة أخرى .
04. الذكور تكتفي بالصراخ وإن شعرت بالإمتناع من طرف مالكها عن ممارسة هذا الحق ووجد بعد ذالك مخرجا يخرج من خلاله فإنه يتوقع أن يهرب ولايعود مرة أخرى خصوصا إن وجد ماكان يصبو إليه من حسناوات الشارع تنسيه هموم الدنيا والبيت الذي كان مسجونا فيه مما جعل مربوهم خصوصا في مغربنا الحبيب يضعون إعلانات مدفوعة الأجر على الجرائد مع مكافأت لمن وجد قطا مفقودا بصفات معينة وقد وقفت على هذا الأمر وكلفت به شخصيا لما كنت تاجر إعلانات على جريدة إشهارية بمسقط رأسي بالدار البيضاء .
الكثير من الناس يفضلون حبس قططهم في البيوت ومنعهم من ممارسة حق من حقوقهم الشرعية ولعاطفتهم الشديدة اتجاههم ولخوفهم عليهم من الوقوع في حادث مميت يلجؤون لتعقيمهم لجعلهم لايفكرون في الخروج ولاالرغبة في التوالد وفي الواقع حبسها عن الخروج للشارع ليس منهي عنه وليس عليه إثم ولا عقاب حتى وإن تم السماح بالخروج بغية إبعادها من البيت وعدم العودة إليه فليس في ذالك اي إثم بل العكس السماح بخروجها للشارع يكون مالكها قد أدى لها حقوقها كاملة ولاخوف عليهم من وقوعهم في حوادث مميتة إلا إذا كان ذالك مقدرا عليهم في جميع الاحوال وجاء وقت انتهاء آجالهم في الدنيا فإن لم يموتوا في الشارع فإنهم سيموتون في بيوتهم لقول الرحمن جل في علاه (إذا جاء آجالهم لايستاخرون ساعة ولايستقدمون ) وهذه الآية لكل من تدب فيه الروح في الأرض او في السماء ولاخوف عليهم كذالك من الجوع لأنها لها رب يرزقها فالطير في السماء تغدو خماصا وتعود بطانا والمحرم هنا والذي يؤدي بصاحب هذا الأمر إلى دخول النار هو حبس كل كائن حتى الموت وجاء ذكر ذالك في السنة النبوية الشريفة عن القط والكلب بذكر المرأة التي سجنت قطة في قفص ثم جوعتها حتى ماتت فكانت من اصحاب النار فلا هي أطعمتها وسقتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض والمرأة التي سقت كلبا فكان سببها في دخول الجنة والافضل لمن يرغب في رضا ربه هو إطعام وسقي القطط والكلاب المشردة في الشارع والمسارعة في علاجها من الأمراض وتركها وشأنها فيه فضل كبير بدل تربيتها والإعتناء بها وحبسها بين اربعة جدران ومنعها من ممارسة حقوقها الشرعية التي رخصها الله لها .