إنتبه يرحمك الله يا عبد الله في صيام عرفة وذبح الاضحية مع غير بلدك فإنه لا فرق في اختلاف المطالع في جميع الشهور

صيام عرفة و ذبح الأضحية يوم العيد مع أهل غير البلد كبعض المعاربيين  وبلدان أخرى مع المشرق هو امر بدعي ابتدعه الناس فيما بينهم لماذا أكثر الناس من المغاربة وغيرهم من البلدان الأخرى  يضلون أنفسهم بأنفسهم لالشيء سوى لشك بسيط حز في أنفسهم فلم يجدوا شيئا أفضل من يلبي ماتمليه عليه نفسه فيقع في البدع والرياء وهو لايدري ألم يقل ربكم _إسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون_ الفرق بين المشرق والمغرب في عرفة ويوم العيد هو فارق زمني قدر بفارق يوم واحد أي الوقت بين البلدين ولاعلاقة له بالمكان أي مكان البلد الذي تتواجد فيه مما يشير إلى أن الوقوف بجبل عرفة وصيام ذالك اليوم بالمشرق كان يومه الإثنين هو نفسه بدمه وشحمه ولحمه وعظمه في المغرب يوم الثلاثاء ... وعيدهم يوم الثلاثاء هو نفسه عيدنا نحن المغاربة يوم الأربعاء فليس هناك حلاف في الأمر إطلاقا . فلو تحريتم التواريخ الهجرية لكلا البلدين لوجدتم تاريخهم اليوم السبت هو السابع من ذي الحجة وفي المغرب السادس من ذي الحجة بناء على الفارق الزمني الذي ظهر فيه هلال أول الشهر لكل يلد وفارق الظهور لم يكن سوى فارق زمني لا أكثر . وهذا يطبق في الكل ودليل ذالك إليكم بعض الأدلة -قال ابن قدامة في المغني: فأما يوم عرفة فهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، سمي بذلك لأن الوقوف بعرفة فيه ، وقيل : سمي يوم عرفة لأن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام ليلة التروية أنه يؤمر بذبح ابنه ، فأصبح يومه يتروى ، هل هذا من الله أو حلم ؟ فسمي يوم التروية ، فلما كانت الليلة الثانية رآه أيضا فأصبح يوم عرفة ، فعرف أنه من الله ، فسمي يوم عرفة ، وهو يوم شريف عظيم ، وعيد كريم ، وفضله كبير اهـ .  -ظاهر قول عائشة رضي الله تعالى عنها فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه ( 4 / 157 ) عن مسروق : أنه دخل هو ورجل معه على عائشة يوم عرفة ، فقالت عائشة : يا جارية ! خوضي لهما سويقا وحلية فلولا أني صائمة لذقته ، قالا : أتصومين يا أم المؤمنين ! ولا تدرين لعله يوم النحر ، فقالت : إنما النحر إذا نحر الإمام ، وعظم الناس ، والفطر إذا أفطر الإمام وعظم الناس ، وفي رواية البيهقي في السنن الكبرى  وإسناد الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة : ( النحر يوم ينحر الناس ، و الفطر يوم يفطر الناس ) وفي رواية عنها عند البيهقي في شعب الإيمان والطبراني في الاوسط قالت : إنما عرفة يوم يعرف الإمام ، ويوم النحر يوم ينحر الإمام فظاهر كلامها رضي الله تعالى عنها أنه لا يلتفت إلى الشك في يوم عرفة ، ولا عبرة في التخوف من أن يكون هو يوم النحر ، لأن العبرة فيما عليه الإمام وأهل البلد ،فيوم النحر يوم ينحر الإمام وأهل البلد ، والفطر يوم يفطر الإمام وأهل البلد . وقال ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه في إجابة له حول هذه المسألة :… إذا كانت البلدان تحت حكم واحد وأمر حاكم البلاد بالصوم ، أو الفطر وجب امتثال أمره ؛ لأن المسألة خلافية ، وحكم الحاكم يرفع الخلاف ، وبناء على هذا صوموا وأفطروا كما يصوم ويفطر أهل البلد الذي أنتم فيه سواء وافق بلدكم الأصلي أو خالفه ، وكذلك يوم عرفة اتبعوا البلد الذي أنتم فيه اهـ . -قال ابن عثيمين رحمه الله في فتاويه في إجابة له حول هذه المسألة :… إذا كانت البلدان تحت حكم واحد وأمر حاكم البلاد بالصوم ، أو الفطر وجب امتثال أمره ؛ لأن المسألة خلافية ، وحكم الحاكم يرفع الخلاف ، وبناء على هذا صوموا وأفطروا كما يصوم ويفطر أهل البلد الذي أنتم فيه سواء وافق بلدكم الأصلي أو خالفه ، وكذلك يوم عرفة اتبعوا البلد الذي أنتم فيه اهـ . - ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه ” إنباء الغمر بأبناء العمر ” كلاما ظاهره أن هذه المسألة كانت مشتهرة عند الناس أنها راجعة إلى اختلاف المطالع ، فقد قال في أحداث عام ثمان وعشرين وثمانمائة : .. وفي الثالث والعشرين من ذي الحجة وصل بالمبشر من الحاج وأخبروا بالرخاء الكثير في الحجاز، وأنه نودي بمكة أن لا تباع البهار إلا على تجار مصر، وأن لا يكون البهار إلا بهار واحد ، وأخبر بأن الوقفة كانت يوم الاثنين وكانت بالقاهرة يوم الأحد، فتغيظ السلطان ظنا منه أن ذلك من تقصير في ترائي الهلال ، فعرفه بعض الناس أن ذلك يقع كثيرا بسبب اختلاف المطالع ؛ وبلغني أن العيني شنع على القضاة بذلك السبب . فلما اجتمعنا عرفت السلطان أن الذي وقع يقدح في عمل المكيين عند من لا يرى باختلاف المطالع، حتى لو كان ذلك في رمضان للزم المكيين قضاء يوم، فلما لم يفهم المراد سكن جأشه اهـ . -وذكر ابن تيمية في فتاويه في جواب سؤال في نفس المضمار أن على الناس أن يصوموا التاسع في الظاهر المعروف عند الجماعة، وان كان في نفس الأمر قد يكون عاشرا، ولو قدر ثبوت تلك الرؤية. قال : فإن في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: “صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون” [أخرجه أبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه] وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله: “الفطر يوم يفطر الناس والأضحى يوم يضح الناس” [ رواه الترمذي] وعلى هذا العمل عند أئمة المسلمين كلهم. فإن الناس لو وقفوا بعرفة في اليوم العاشر خطأ أجزأهم الوقوف بالاتفاق، وكان ذلك اليوم يوم عرفة في حقهم. ولو وقفوا الثامن خطأ ففي الأجزاء نزاع. والأظهر صحة الوقوف أيضا، وهو أحد القولين في مذهب مالك، ومذهب أحمد وغيره. قالت عائشة رضي الله عنها: “إنما عرفة اليوم الذي يعرفه الناس” وأصل ذلك أن الله سبحانه وتعالى علق الحكم بالهلال والشهر فقال تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} .