أنا فتاة أعجب بي العديد من الرجال وكنت في كل مرة أفسح لهم مجال الحديث معي ولكنهم يختفون بين عشية وضحاها .فهل هناك خطأ ما في الأمر؟

الإعجاب ليس هو الحب .لماذا لايزال العديد من الناس يخلطون بين الإعجاب والحب ؟ وهذاين الإثنين يلتقيان في مناسبة واحدة لاثاني لها وهي الزفاف .فالحاسة المسؤولة عن الإعجاب هي العين و لعل الخطأ هو إفساح المجال لكل من هب ودب لأن إفساح المجال والترخيص بتجاوز الخطوط الحمراء يذل قيمة الإعجاب بل ويقتله أيضا أما إن كانت هناك خطوط حمراء فسيظل الإعجاب محترما باحترام الطرف الذي تقع عليه العين أكثر لنفسه من حيث قيمة النفس ومن حيث الملبس المحتشم والخلق الحسن وبذالك قيمة الإعجاب تكبر يوما عن يوم .وجربي ذات يوم أن تصرخي في وجه أحد المعجبين وسمعيه مالايريد أن يسمعه وسترين أن ستر الإعجاب أزيل تماما ولما لا فقد قال الله جل في علاه آية تتكلم في الرومانسية بشكل عام في آية واحدة من كلمتين حيث قال (وإن كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ) …..وأما الحب فأنا شخصيا لست أؤمن بالحب من أول نظرة لأن الحاسة المسؤولة عن غرس الحب وإنباته هي الأذن فالأذن هي أول حاسة تشتغل لدى الجنين في بطن أمه وهي آخر حاسة تظل تشتغل بعد موت صاحبها إلى أن يلقى تحت الثرى وينصرف عنه الناس وبالتالي فالحب لايتم بين عشية وضحاها ويحتاج إلى مدة لتقوية جذوره أكثر ولا يكون كذالك إلا بعد مدة بالزواج بين الرجل والمرأة وبالمعاشرة بين الأصدقاء وبطاعة الوالدين وعدم الصراخ في وجههما والتواضع لهما والجهاد فيهما تكون قرة عينهما وبين العبد وربه أن يحب ربه فيطيعه فيما أمره ويترك مانهاه عنه وأن يفضل حب نبيه على أي خلق آخر في هذه الدنيا …أولسنا نحن المسلمين نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نراه قط وبالرغم من ذالك فنحن مستعدين أن نفذيه بأنفسنا وأمهاتنا وأبائنا وكل عزيز علينا ومن علامات الحب الطاعة فقد قال الشافعي رحمه الله _الحبيب لمن يحب مطيع – ومع ذالك فينا منافقين يدعون حب رسول الله ولم يطيعوه قط ..أرجوا أن أكون وضحت الفرق الشاسع بين الحب الصادق وحب المسلسلات المزيف والإعجاب.